كردفان-سودان سكوب
في سكون مُفجع يلفّ مدينة جبرة الشيخ، عاصمة محلية جبرة الشيخ، تحوّلت هذه الحاضرة الصاخبة إلى مدينة أشباح خالية من سكانها. قبيل عيد الأضحى المبارك، ومع استمرار الحال حتى اليوم، هجر الأهالي منازلهم تاركين وراءهم حياة كانت تضجّ بالحيوية والحركة التجارية. و السبب هو زحف قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، ووابل الضربات المتتالية بالطائرات المسيرة من قبل القوات المسلحة، بالإضافة إلى اعتداءات وانتهاكات "الشفشافة" الذين قتلوا مدنيين ونهبوا ممتلكاتهم.
تقع جبرة الشيخ على طريق الصادرات الحيوي الذي يربط غرب السودان بولاية الخرطوم، وتبعد حوالي 220 كيلومترًا غرب أم درمان. هذه الأهمية الاستراتيجية جعلتها عرضة لاشتداد الصراع، مما دفع سكانها للنزوح قسرًا. تشتتوا في القرى والمدن المجاورة بشمال كردفان، وتحديدًا في "دار الريح"، بحثًا عن ملاذ آمن من جحيم الحرب. لم يبقَ في المدينة سوى التواجد المكثف لقوات الدعم السريع، في مشهد يائس يعكس مدى الدمار الذي حلّ بالمنطقة.
لقد أصبحت الحرب، التي طال أمدها بشكل مأساوي، كابوسًا يوميًا يلاحق المواطن السوداني. فقدانه لمنزله ومصدر رزقه يلقي به في دوامة من التشرد والضياع. يتجولون هائمين على وجوههم، لا يدرون متى تتوقف هذه الحرب اللعينة، ومتى يمكنهم العودة إلى حياتهم الطبيعية التي باتت ذكرى بعيدة.
لم يقتصر تأثير الحرب على التهجير فحسب، بل فاقمت الأوضاع المعيشية المتردية في هذه المنطقة المنكوبة. فما كان صعبًا من قبل أصبح لا يُطاق الآن. الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم ومياه الشرب النقية تلاشت تمامًا. حتى السلع الاستهلاكية أصبحت نادرة وغالية الثمن بشكل خيالي، بعيدة عن متناول غالبية السكان الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة في ظل هذا الواقع المرير
مدينة الأشباح.. “جبرة الشيخ” تفرغ من سكانها تحت وطأة الحرب
15 يونيو 2025
